الوجه السابع: قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده: حدثنا أبو عاصم وهو النبيل، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء، وكل مسكر حرام» إسناده صحيح.
وقد رواه أبو داود في سننه من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب.
ورواه الإمام أحمد أيضاً من وجه آخر ولفظه: «إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والكوبة والقنين»، قال يزيد بن هارون: القنين: البرابط.
وسيأتي تفسير البربط، وأنه العود، أو ملهاة تشبه العود.
وقال ابن الأعرابي: القنين هو الطنبور بالحبشية، والتقنين الضرب به.
قلت: وهو من آلات العزف، وقد ذكر أهل اللغة أن معنى الطنبور: إلية الحمل؛ لأنه يشبهها، وعلى هذا فهو العود الإفرنجي؛ لأنه يشبه إلية الحمل، وقد يكون غيره. والله أعلم.
الوجه الثامن: قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده: حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم - حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع مولى ابن عمر: أن ابن عمر رضي الله عنهما سمع صوت زمارة راعٍ، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول: يا نافع، أتسمع؟ فأقول: نعم، فيمضي حتى قلت: لا، فوضع