كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

يديه وأعاد راحلته إلى الطريق، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع صوت زمارة راعٍ فصنع مثل هذا. إسناده صحيح.
وقد رواه أبو داود في سننه عن أحمد بن عبيد الله الغداني عن الوليد ابن مسلم فذكره بنحوه، وبوب عليه بقوله: (باب كراهية الغناء والزمر).
ورواه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم، فذكره بنحوه.
وقد رواه ابن الجوزي من طريق الإمام أحمد ثم قال: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل الزمان وزمورهم؟!.
قلت: وأدهى من ذلك وأَمَرّ ما فشى في زماننا من ألحان الغناء وأصوات المعازف التي تفعل في نفس من أصغى إليها نحو ما تفعل الخمر، فهذه أولى بأن تسد عنها المسامع، وأن يبعد عن سماعها غاية البعد، وهذا وإن كان سهلاً في بعض البلاد الإسلامية فهو عسير جداً في أكثرها؛ لكثرة ما فيها من المعازف الظاهرة في البيوت والدكاكين والسيارات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد اختلفوا في سليمان بن موسى الفقيه الدمشقي راويه عن نافع فلينه النسائي، ووثقة غير واحد من العلماء، منهم ابن معين وحسبك بتوثيقه، وقال ابن سعد: ثقة أثنى عليه ابن جريج.
قلت: وأثنى عليه عطاء بن أبي رباح والزهري، قال شعيب بن أبي حمزة: قال لي الزهري: إن مكحولاً يأتينا وسليمان بن موسى، ولعمر

الصفحة 55