كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب
الله إن سليمان بن موسى لأحفظ الرجلين، رواه الحاكم في مستدركه، وقد أخرج له مسلم في مقدمة صحيحه، وقال ابن عدي: تفرد بأحاديث وهو عندي ثبت صدوق.قلت: وعلى هذا فحديثه صحيح، وقد تابعه على هذا الحديث مطعم بن المقدام وميمون بن مهران، وكل منهما ثقة.
قال الحافظ ابن رجب: المطعم هذا ثقة جليل، قلت: وقد وثقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وميمون بن مهران من رجال مسلم، وقد وثقه غير واحد من الأئمة منهم الإمام أحمد والنسائي.
فأما حديث المطعم بن المقدام فقال أبو داود في سننه: حدثنا محمود بن خالد، أخبرنا أبي، أخبرنا المطعم بن المقدام، أخبرنا نافع قال: كنت ردف ابن عمر رضي الله عنهما إذ مر براع يزمر، فذكره نحوه: أي نحو حديث سليمان بن موسى عن نافع، وإسناده جيد.
وقد رواه الطبراني في معجمه الصغير، فقال: حدثنا أحمد بن محمد ابن الوليد بن سعد المري الدمشقي، حدثنا محمود بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا المطعم بن المقدام الصنعاني، حدثنا نافع قال: كنت ردف ابن عمر رضي الله عنهما إذ مر براعٍ يزمر فضرب وجه الناقة وصرفها عن الطريق، ووضع أصبعيه في أذنيه وهو يقول: أتسمع؟ أتسمع؟ حتى انقطع الصوت، فقلت: لا أسمع، فردها إلى الطريق، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
وأما حديث ميمون بن مهران، فقال أبو داود أيضاً: حدثنا أحمد بن
