إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، أخبرنا أبو المليح عن ميمون عن نافع قال: كنا مع ابن عمر رضي الله عنهما فسمع صوت مزمار راعٍ، فذكر نحوه، وإسناده صحيح.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: فإن قيل: قد قال أبو داود: هذا حديث منكر، قيل: هذا يوجد في بعض نسخ السنن مع الاقتصار على رواية سليمان بن موسى، ولا يوجد في بعضها، وكأنه قاله قبل أن يتبين له أن سليمان بن موسى توبع عليه، فلما تبين له أنه توبع عليه رجع عنه، وقد قيل للإمام أحمد: هذا الحديث منكر، فلم يصرح بذلك، ولم يوافق عليه، واستدل الإمام أحمد بهذا الحديث. انتهى.
فإن قيل: إن أبا داود قال في حديث ميمون بن مهران عن نافع: هذا أنكرها.
قيل: قد أجاب عن هذا صاحب [عون المعبود] فقال: لا يعلم وجه النكارة، بل إسناده قوي، وليس بمخالف لرواية الثقات. انتهى.
وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: أن الخلال رواه من وجوه يصوب بعضها بعضاً.
وذكر ابن حجر الهيتمي أن ابن حبان خرجه في صحيحه، ووافقه الحافظ محمد بن نصر السلامي، فإنه سئل عنه، فقال: هو حديث صحيح، وكان ابن عمر رضي الله عنهما بالغاً إذ ذاك، عمره سبع عشرة سنة.
قال: وهذا من الشارع صلى الله عليه وسلم؛ ليعرف أمته أن استماع الزمارة والشبابة وما يقوم مقامهما محرم عليهم استماعه، ورخص لابن عمر رضي الله