كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب
هزواً، وقد ألف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة مؤلفات كثيرة، وبسطوا فيها الأدلة الدالة على تحريم الغناء والمعازف، وخصوها في الكتب المطولة ببحث مفرد أوضحوا فيه حكمها، وحذروا العباد من شرها.
وممن ألف في ذلك أخونا وصاحبنا الشيخ الفاضل العلامة: حمود ابن عبد الله التويجري، جمع في ذلك رسالة نفيسة ضمنها الرد على أبي محمد ابن حزم الظاهري، ومقلده في إباحة المعازف والغناء أبي تراب، وعلى أشكالهما وأضرابهما ممن تابع الهوى وحاد عن طريق الحق في هذه المسألة العظيمة، وقد أسماها مؤلفها: [فصل الخطاب في الرد على أبي تراب]، وهو اسم مناسب مطابق للمسمى، وهي هذه التي نقدمها للقراء.
قد ذكر فيها المؤلف من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية المعروفة عن الصحابة والتابعين ما يوضح الحق ويدمغ الباطل، ويرشد القراء والمسلمين إلى تحريم سماع الغناء وآلات الملاهي، واستعمال ذلك، وحضوره، والرضى به، والمساعدة عليه، ونقل فيها من كلام أهل العلم ما يشفي العليل، ويروي الغليل، ويهدي طالب الحق إلى سواء السبيل، وأجاب عن الشبه التي تعلق بها محبو المعازف والمشغوفون بها بأجوبة تقطع دابرها، وتبين زيفها، وتبطل التعلق بها، وتوضح لمريدي الحق وطالبي الهدى أن الحق والهدى فيما جاء به الكتاب والسنة من تحريم الغناء وآلات الملاهي، والتحذير منها، وبيان سوء عاقبة من ابتلي بها.
فالحمد لله على نصر الحق وظهور أدلته، وقمع الباطل وكشف
الصفحة 6
408