كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

قال البخاري رحمه الله تعالى فيما نقله عنه الترمذي في جامعه: عبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يكنى: أبا عبد الرحمن، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية، وهو ثقة، والقاسم شامي. انتهى.
وقد تقدم الكلام في علي بن يزيد وأنهم لم يتفقوا على ضعفه، وأنه إنما يضعف حديثه إذا روى عن ضعيف، وهذا الحديث قد رواه عن ثقة ورواه عنه ثقة، فيكون من قبيل الحسن إن شاء الله تعالى.
الكبارات: جمع كبر بفتحتين، قال أبو عبيد: يقال: إنها العيدان، ويقال: بل الدفوف، وقال الهروي: هو الطبل ذو الرأسين، وقيل: الطبل الذي له وجه واحد.
وأما البربط فسيأتي تعريفه عند ذكر أقوال التابعين إن شاء الله تعالى.
وفي الحديث دليل على تحريم آلات الملاهي ووجوب إتلافها.
وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد أيضاً وأبو داود الطيالسي وسعيد ابن منصور والطبراني من حديث الفرج بن فضالة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله بعثني رحمة للعالمين، وأمرني بمحق المعازف والمزامير، لا يحل بيعهن، ولا شراؤهن، ولا تعليمهن، ولا التجارة فيهن، وثمنهن حرام» يعني: الضوارب.
وقد اختلف في فرج بن فضالة، ووثقة الإمام أحمد رحمه الله تعالى في الشاميين، وهذا من روايته عن الشاميين، وقال ابن معين ليس به بأس، وفي رواية عنه قال: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: صدوق

الصفحة 65