كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

المطربة، وإنما يعلقه السفهاء على الدواب استلذاذاً بنغمته وصوته.
وإذا كان الجرس من مزامير الشيطان فما الظن بما هو أَحسن منه نغمة وأشد إطراباً من أنواع المعازف والمزامير والموسيقى التي قد ظهرت في زماننا واستحلها كثير من السفهاء؟!.
بل بعض المنتسبين إلى العلم في زماننا يستحلون اتخاذ الساعات التي فيها الموسيقى المطربة، وهي أعظم إطراباً من الجرس بكثير، وهي من مزامير الشيطان بلا ريب.
وأعظم منها ما يتخذ في كثير من السيارات من الموسيقى التي تستفز عقول السفهاء بنغمتها وشدة إطرابها.
وأعظم من ذلك ما يذاع في الإذاعات من أنواع المعازف التي تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وتفعل في عقول السفهاء نحو ما تفعله الخمر، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الثامنة: أنها تدل بمفهوم الأولى على منع ما هو أعظم منها من أنواع المعازف ومزامير الشيطان، وعلى وجوب إتلافها؛ لأنها أشد إطراباً من الأجراس، وأعظم منها في استفزاز عقول السفهاء، ولأن الجميع من مزامير الشيطان وصوته، فما حكم به في أدناها فهو محكوم به فيما هو أعظم منه بطريق الأولى والأحرى. والله أعلم.
الوجه الثاني والعشرون: ما رواه مالك وأحمد أبو داود وابن ماجه والبخاري في [الأدب المفرد] والحاكم في مستدركه من حديث أبي موسى رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله»، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه،

الصفحة 71