الحديث الحادي عشر: قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى: حدثنا يزيد، عن شريك، عن أبي اليقظان عثمان بن عمير، عن زاذان أبي عمر، عن عليم قال: كنا على سطح ومعنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال يزيد: لا أعلمه إلا قال: عابس الغفاري، فرأى الناس يخرجون في الطاعون، قال: ما هؤلاء؟ قال: يفرون من الطاعون، قال: يا طاعون، خذني، فقالوا: أتتمنى الموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يتمنين أحدكم الموت»؟! فقال: إني أبادر خصالاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته «بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوم يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم به غناء»، وذكر خلتين آخرتين.
قلت: هما: «كثرة الشرط، وإمارة السفهاء» كما سيأتي بيانه في رواية البخاري وما بعدها. قال أبو عبيد: وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ليث بن أبي سليم، عن عثمان بن عمير، عن زاذان، عن عابس الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أو نحوه.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وهذه طرق حسنة في باب الترهيب. انتهى.
وقد رواه البخاري في [التاريخ الكبير] من حديث ليث، عن عثمان، عن زاذان سمع عابساً الغفاري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته من بعده: «إمارة السفهاء، وبيع الحكم، واستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وكثرة الشرط،