كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب

الحمد لله الذي منَّ على من شاء بالهداية والتبصير، وأعمى من شاء فلم تنفعه المواعظ والتذكير، أولئك الذين افتتنوا بالغناء وأنواع المعازف والمزامير، وكذبوا على الله وعلى رسوله فيما نشروه من التمويه والتزوير، ومن أظلم ممن افترى على الله وعلى رسوله لتأييد قوله الباطل الحقير، فسبحان من اجتبى من شاء من عباده، وأقصى من شاء وهو الحكيم الخبير.
أحمده على ما أولاه من الإنعام والخير الكثير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد ولا ظهير، الذي أنزل على عبده الكتاب المنير، وحذر فيه من لهو الحديث غاية التحذير.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، بعثه الله رحمة للعالمين، وأمره بمحق المعازف والمزامير، اللّهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن على سبيله إلى الله يسير، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فقد وقفت على مقال لأبي تراب الظاهري نشر في مجلة (الرائد) في عددي 67 و68 بتاريخ 6 و13 من شهر المحرم سنة 1381 تعصب فيه لرأي إمامه أبي محمد بن حزم الظاهري فيما شذ به من استحلال الغناء والمعازف، وقد قلده أبو تراب في هذا المذهب الباطل تقليداً أعمى، وليس له حجة

الصفحة 8