كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

فصل
ذكر الوعيد الشديد لأهل الغناء والمعازف
وقد ورد الوعيد الشديد لأهل الغناء والمعازف، والوعيد الشديد على الشيء يدل على تحريمه، بل يدل على أنه من الكبائر، كما قرر ذلك غير واحد من العلماء.
وقد قال ابن حجر الهيتمي في [كتاب الزواجر]: الكبيرة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون، والخمسون، والحادية والخمسون بعد الأربعمائة: ضرب وتر واستماعه، وزمر بمزمار واستماعه، وضرب بكوبة واستماعه.
ثم استدل على كونها من الكبائر بقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} الآية (¬1)، وبقوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِك} (¬2).
ثم قال: تنبيه: عد هذه الست تبعت فيه الأكثرين في بعضها وقياسه الباقي، بل في الشامل التصريح بذلك في الكل. قال الإمام: قال شيخي أبو محمد: سماع الأوتار مرة واحدة لا يوجب رد الشهادة، وإنما ترد بالإصرار، وقطع العراقيون ومعظم الأصحاب أنه من الكبائر. هذا لفظه، وتابعه عليه الغزالي، قالا: وما ذكرناه في سماع الأوتار مفروض فيما إذا لم يكن الإقدام عليها مرة يشعر بالانحلال.
¬__________
(¬1) سورة لقمان، الآية 6
(¬2) سورة الإسراء، الآية 64.

الصفحة 80