كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

وإلا فالمرة الواحدة ترد بها الشهادة، وطرد الإمام ذلك في كل ما يجانسه. انتهى المقصود من كلام الهيتمي.
وإذا علم هذا فالوعيد على الغناء والمعازف منه ما هو دنيوي ومنه ما هو أخروي، فأما العقوبات في الدنيا فقد جاء فيها أحاديث كثيرة.
الحديث الأول: حديث عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، وقد روي عنه من وجهين:
الوجه الأول: قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الأشربة من صحيحه: وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثني عبد الرحمن ابن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر، أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ، والحرير، والخمر، والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب عَلَم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله، ويضع العَلَم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».
وقد رواه أبو داود في سننه بإسناد صحيح فقال: حدثنا عبد الوهاب ابن نجدة، حدثنا بسر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس قال: سمعت عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري قال: حدثني أبو عامر، أو أبو مالك، والله يمين أخرى ما كذبني، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخزَّ والحرير»، وذكر كلاماً قال: «يُمْسَخُ منهم آخرون قردة وخنازير إلى يوم القيامة».

الصفحة 81