كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

والله اعلم.
الحديث الخامس: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يبيت طائفة من أمتي على أكل وشرب ولهو ولعب، ثم يصبحون قردة وخنازير، ويبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم، كما نسف من كان قبلكم باستحلالهم الخمر، وضربهم بالدفوف، واتخاذهم القينات» رواه الإمام أحمد، وسعيد بن منصور.
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده مطولاً. ولفظه قال: «يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب، ولهو ولعب، فيصبحون قد مسخوا قردة وخنازير، وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة ببني فلان وبني فلان، وخسف الليلة بدار فلان خواص، وليرسلن عليهم حاصباً حجارة من السماء، كما أرسلت على قوم لوط على قبائل منها، وعلى دور، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عاداً على قبائل فيها، وعلى دور، بشربهم الخمر، ولبسهم الحرير، واتخاذهم القينات، وأكلهم الربا، وقطيعتهم الرحم».
ورواه ابن أبي الدنيا والحاكم في [المستدرك] وأبو نعيم في [الحلية] بنحوه، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وفي تصحيحهما له نظر؛ لأن في إسناده فرقد بن يعقوب السبخي وقد اختلف فيه، قال عثمان الدارمي عن ابن معين: هو ثقة، وقال أحمد: رجل صالح. وتكلم فيه آخرون، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وهو من كبار الصالحين، ولكنه ليس بقوي في الحديث، وقال الترمذي: تكلم فيه يحيى بن سعيد، وقد روى عنه الناس.

الصفحة 84