كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

وعذاب وسخط على الكافرين. قال أنس رضي الله عنه: ما سمعت حديثاً بعد رسول صلى الله عليه وسلم أنا أشد به فرحاً مني بهذا الحديث) رواه ابن أبي الدنيا، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي في تلخيصه فقال: بل أحسبه موضوعاً على أنس، ونعيم منكر الحديث إلى الغاية، مع أن البخاري روى عنه.
قلت: وهذا تحامل من الذهبي على نعيم بن حماد، ولم يكن بهذه المثابة، وإنما أنكر عليه بعض أحاديثه لا كلها. وقد ذكر ابن عدي في [الكامل]، وذكر له أحاديث منكرة، ثم قال: وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيماً، وروى عنه البخاري في صحيحه تعليقاً، ومسلم في مقدمة صحيحه، ولو كانت أحاديثه كلها منكرة ما رويا عنه شيئاً. وروى عنه أيضاً ابن معين والذهلي وغيرهما من الأئمة، ووثقة أحمد، وابن معين، والعجلي، وحسبك بتوثيق أحمد وابن معين. وأيضاً فلم ينفرد نعيم بهذا الحديث، بل قد تابعه عليه محمد بن ناصح، فرواه عن بقية بن الوليد بنحوه، وروايته عند ابن أبي الدنيا، فبرئ نعيم من عهدته. والله أعلم.
الحديث الثالث والعشرون: قال ابن أبي الدنيا: حدثنا هارون بن عبيد الله، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أشرس أبو شيبان الهذلي قال: قلت لفرقد السبخي: أخبرني يا أبا يعقوب، من تلك الغرائب التي قرأت في التوراة، فقال: يا أبا شيبان، والله ما أكذب على ربي مرتين أو ثلاثاً، لقد قرأت في التوراة ليكونن مسخ وخسف وقذف في أمة محمد صلى الله عليه وسلم في أهل القبلة، قال: قلت: يا أبا يعقوب، ما أعمالهم؟ قال:

الصفحة 89