كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

باتخاذهم القينات، وضربهم بالدفوف، ولباسهم الحرير والذهب، ولئن بقيت حتى ترى أعمالاً ثلاثة فاستيقن واستعد واحذر، قال: قلت: ما هي؟ قال: إذا تكافأ الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ورغبت العرب في آنية العجم، فعند ذلك قلت له: العرب خاصة؟ قال: لا، بل أهل القبلة، ثم قال: والله ليقذفن رجال من السماء بحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم، كما فعل بقوم لوط، وليمسخن آخرون قردة وخنازير، كما فعل ببني إسرائيل، وليخسفن بقوم، كما خسف بقارون.
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: المسخ واقع في هذه الأمة ولا بد، وهو واقع في طائفتين: علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله الذين قلبوا دينه وشرعه، فقلب الله صورهم، كما قلبوا دينه. والمجاهرين المنهمكين في شرب الخمر والمحارم. ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: قد تظاهرت الأخبار بوقوع المسخ في هذه الأمة، وهو مقيد في أكثر الأحاديث بأصحاب الغناء وشاربي الخمر، وفي بعضها مطلق. قال: وأحق الناس بالمسخ هؤلاء الذين ذكروا في هذه الأحاديث، فهم أسرع الناس مسخاً قردة وخنازير لمشابهتهم لهم في الباطن، وعقوبات الرب تعالى جارية على وفق حكمته وعدله. انتهى.
وأما العقوبة في الآخرة لأصحاب الغناء والمعازف فقد أخبر الله تعالى عنها بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ

الصفحة 90