الإذاعات في زماننا هذا من الألحان المطربة التي هي من أعظم الدواعي إلى الخلاعة والفجور؟! فهذه الألحان أولى بالذم، وقائلوها ومنشدوها أولى باسم الشياطين.
ومما يدل على ذم العناء أيضاً ما رواه الإمام أحمد والبخاري في [الأدب المفرد]، وأبو نعيم في [الحلية] عن الأسود بن سريع رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، قد مدحت الله بمحامد ومدح، وإياك. فقال: «أما إن ربك يحب الحمد»، فجعلت أنشده، فاستأذن رجل طُوالٌ أصلع، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اسكت»، فدخل فتكلم ساعة، ثم خرج، فأنشدته، ثم جاء فسكتني، ثم خرج، فعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، فقلت: من هذا الذي سكتني له؟ قال: «هذا رجل لا يحب الباطل».
ورواه أبو نعيم أيضاً، والحاكم في مستدركه بنحوه، وفيه: فقلت: من هذا يا نبي الله الذي إذا دخل قلت: أمسك، وإذا خرج قلت: هات؟ قال: «هذا عمر بن الخطاب، وليس من الباطل في شيء» قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وفي [المسند] و [جامع الترمذي] عن بريدة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله، إني كنت نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا» فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر