كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: الزفن: الرقص.
وفي هذا الحديث دليل على أن الرقص واللهو واللعب من عمل الشيطان، وكذلك الحضور عند أهل هذه الأفعال الذميمة، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ارفضّوا عن الحبشية لما طلع عليهم عمر رضي الله عنه: «إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر».
وروى البيهقي في [الدلائل]، وابن عساكر في تاريخه عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم في غزوة تبوك، فذكر خطبة طويلة بليغة فيها: «والشعر من مزامير إبليس».
وروى أبو نعيم في [الحلية] من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال إبليس لربه عز وجل: يا رب، قد أهبط آدم وقد علمت أنه سيكون له كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال الله تعالى: رسلهم: الملائكة، والنبيون منهم، وكتبهم: التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، قال: فما كتابي؟ قال: كتابك: الوشم، وقرآنك: الشعر، ورسلك: الكهنة، وطعامك: ما لم يذكر اسم الله عليه، وشرابك: كل مسكر، وحديثك: الكذب، وبيتك: الحمام، ومصائدك: النساء، ومؤذنك: المزمار، ومسجدك: الأسواق».
وروى ابن أبي الدنيا من حديث أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن إبليس لما نزل إلى الأرض قال: يا رب، أنزلتني إلى الأرض، وجعلتني رجيماً، فاجعل لي بيتاً، قال: الحمام، قال: فاجعل لي مجلساً، قال: الأسواق، ومجامع الطرقات، قال: فاجعل لي طعاماً، قال: كل ما لم يذكر اسم الله عليه، قال: فاجعل لي شراباً،

الصفحة 96