كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

قال: كل مسكر، قال: فاجعل لي مؤذناً، قال: المزمار، قال: فاجعل لي قرآناً، قال: الشعر، قال: فاجعل لي كتاباً، قال: الوشم، قال: فاجعل لي حديثاً، قال: الكذب، قال: فاجعل لي رسلاً، قال: الكهنة، قال: فاجعل لي مصائد، قال: النساء».
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وشواهد هذا الأثر كثيرة، فكل جملة منه لها شواهد من السنة أو من القرآن - ثم ذكر شواهدها جملة جملة - قال: وأما كون الشعر قرآنه، فشاهده ما رواه أبو داود في سننه من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، عن أبيه، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة، قال عمرو: لا أدري أي صلاة هي؟ فقال: «الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، والحمد لله كثيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً» ثلاثاً «أعوذ بالله من الشيطان من نفخه، ونفثه، وهمزه» قال: نفثه: الشعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة.
قلت: وقد رواه ابن ماجه في سننه بنحوه، وعنده قال عمرو: - يعني: ابن مرة أحد رواة هذا الحديث - همزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر. ورواه الحاكم في مستدركه مختصراً، ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وفي [المسند] و [سنن ابن ماجه] و [مستدرك الحاكم] من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه». قال: فهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبرياء. هذا لفظ الحاكم،

الصفحة 97