كتاب تفسير العثيمين: الصافات

فهذا لا شك أنه سوء أدب وأن الذي إلى جانبك سوف يشعر بأنك أهنته.
الثالثة: يوجد عند بعضنا، أن الصغير لا يقدر الكبير، يتقابل اثنان عند باب المسجد أو عند باب الدار ثم يتقدم الصغير بعجلة ليدخل قبل الكبير وهذا ليس فيه توقير الكبير. فتوقير واحترام الكبير من الخصال الطيبة ومن صفات المؤمن. فكون الإنسان لا يبالي ولا يهتم بغيره لا شك أنه خلاف الأدب.
فأهل الجنة -اللهم اجعلنا منهم- يكونون على السرر متقابلين، يجعلونها دائرة حتى يقابل بعضهم بعضًا.
١٩ - ومن فوائدها: راحة أهل الجنة حيث كانوا متفرغين على السرر، يتحدث بعضهم إلى بعض، ويأنس بعضهم إلى بعض على وجه التقابل.
٢٥ - ومن فوائدها: أنه في حال جلوسهم على السرر فالخدم تطوف عليهم بأنواع الملذات والمشروبات. ومنها أنها تطوف عليهم بكأس من معين، كأس الخمر الصافي الخالي من الشوائب، وهذا الكأس يكون مقدرًا على حسب ما يحتاجه الشارب، ليس كبيرًا فيتعبه، ولا صغيرًا فينقص من لذته، كما قال الله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (١٦)} [الإنسان: ١٥ - ١٦]
* * *
{بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦)}. {بَيْضَاءَ} قال المؤلف -رحمه الله-: [أشد بياضًا من اللبن] هكذا قال المؤلف: إنها أشد بياضًا

الصفحة 107