كتاب تفسير العثيمين: الصافات

والسجود وغير ذلك. ومنهم ملائكة موكلون بحفظ بني آدم، وملائكة موكلون بحفظ أعمالهم وكتابتها، وملائكة موكلون بأشياء أخرى، منها ما نعلم ومنها ما لا نعلم.
فإذا قال قائل: من الملائكة؟
فالجواب: أنهم عالم غيبي خلقوا من نور، واستعبدهم الله -سبحانه وتعالى- في طاعته، فقاموا بها على أتم وجه، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
فإن قال قائل: هذا التعريف يرد عليه أن الملائكة قد تُرى، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل على صورته التي خلق عليها، وله ستمائة جناح قد سد الأفق (¬١)، وأحيانًا يأتي جبريل بصورة بشر؟
فالجواب: أن هذا على سبيل الندرة، وما كان نادرًا فإنه لا يخرم القاعدة، أو لا يبطل التعريف. والنادر كما يقول العلماء: ليس له حكم.
ما وجه كون الملائكة توصف بالصافات؟
قال المؤلف:
١ - [تصف نفوسها في العبادة، أو أجنحتها في الهواء، تنتظر ما تؤمر به]. هذا الصافات، وصفت بها الملائكة؛ لأنها تصف أنفسها للعبادة، يعني تهيئها لها.
٢ - أو يصفون عند الله -عز وجل- كما قال تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦)} [الصافات: ١٦٥ - ١٦٦].
---------------
(¬١) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين (٣٢٣٢)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى (١٧٤).

الصفحة 11