كتاب تفسير العثيمين: الصافات

٣ - أو تصف أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به، كما قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ}. [الملك: ١٩]
فالطير إذا كان في الهواء وقد وضع أجنحته هكذا، لا تتحرك. يقال: إنه صاف.
فإذا قال قائل: (أو) في قول المؤلف هنا للتنويع أو للشك أو ماذا؟
يحتمل أن هذه للتنويع، يعني أنها تصف هكذا وهكذا. أو أنها للشك للتردد بين قولين قال بهما المفسرون.
ولكن المعنى الأول أحسن؛ لأن هذا وصف للملائكة، فهي تصف أنفسها للعبادة، وكذلك تصف أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به.
{فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢)} قال المؤلف -رحمه الله-: [الملائكة تزجر السحاب، أي تسوقه].
إذًا فالموصوف شيء واحد، فالصافات هُنَّ الزاجرات، وقوله: [تزجر السحاب (أي تسوقه) لعل هذا على سبيل المثال من زجر الملائكة؛ لأن الملائكة تزجر السحاب أي تسوقه، وكذلك تزجر الميت الكافر عند موته، تزجر نفسه لتخرج، تقول: اخرجي أيتها النفس الخبيثة. وكذلك لعلها تزجر أشياء أخرى لا نعلمها.
المهم أن المراد بالزاجرات الملائكة. وكيف كانت زاجرة؟ نقول: لهذا عدة أوجه منها: زجر السحاب، وزجر النفوس الكافرة عند الموت، وغير ذلك مما يأمرها الله به أن تزجره.

الصفحة 12