كتاب تفسير العثيمين: الصافات

هذه لم تأتِ بها اللام، لأن السياق يراد به مدح هؤلاء الجماعة أو هؤلاء القبيلة، والمدح لا يناسبه النفي، وإنما يناسبه الإثبات، لكن إذا قلت إن زيد قائم؛ وجب عليك الإتيان باللام فتقول: إن زيد لقائم لأنك لو لم تأتِ باللام لاحتمل أن يكون معنى قولك: إن زيد قائم. ما زيد قائم، ولهذا سماها بعض النحويين (لام الفرق) أو (اللام الفارقة).
ولهذا قال ابن مالك:
وخففت إن فقل العمل ... وتلزم اللام إذا ما تهمل
وربما استغنى عنها إن بدا ... ما ناطق أراده معتمدا
فبيّن -رحمه الله- أن اللام تلزم إذا أهملت، أما إذا أعملت فالأمر واضح.
وخلاصة هذه المسألة النحوية أن نقول: "إن" المخففة من الثقيلة تعمل ولكن عملها قليل، فإذا أهملت وجبت اللام في خبرها إلا إذا كان المعنى واضحًا. فإذا قلت: إن زيدًا قائمًا، لم تجب اللام، لأن إن النافية لا تنصب المبتدأ فالمعنى واضح أنها مخففة. وإذا قلت: إن زيد قائم، وجب الإتيان باللام لأنك لو حذفتها احتمل أن يكون للنفي وأن يكون للإثبات.
وإذا كان الرجل يمتدح شخصًا ويقول: إن زيد كريم، فلا يحتاج إلى اللام لأن المدح يقتضي أن تكون "إن" مخففة من الثقيلة لا نافية والله أعلم.
الفوائد:
١ - كمال سرور أهل الجنة، وأنهم يتحادثون

الصفحة 121