كتاب تفسير العثيمين: الصافات

فأضاف الشيء إلى السبب المعلوم.
القسم الثاني: أن نضيف الشيء إلى الله تعالى وإلى سببه المعلوم فهذا جائز، ولكن بشرط أن يكون معطوفًا بحرف لا يقتضي التسوية، فلا يقول: لولا الله وفلان؛ لأن هذا شرك، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- للرجل الذي قال له ما شاء الله وشئت: "أجعلتني لله ندًا؟ " (¬١) لأن الواو تقتضي التسوية، فلا يجوز أن يسوى غير الله بالله، بل هو شرك، لكنه شرك أصغر إن كان شركًا لفظيًا، وأكبر إن اعتقد أن هذا السبب مساوٍ لله -سبحانه وتعالى- في حصول المسبب؛ لأنه إذا جعل شيئًا غير الله مساويًا له فهو شرك أكبر.
أما إذا أضيف بحرف لا يقتضي التسوية بل يقتضي الترتيب، فهذا نوعان: نوع جائز لا إشكال فيه، ونوع فيه بعض الشبهة، فإذا عطف بثم مثل: لولا الله ثم فلان فهذا جائز لا إشكال فيه؛ لأنك جعلت فلانًا تابعًا تبعية متأخرة، حيث عطفته بثم الدالة على التراخي.
أما إذا عطفته بفاء التي تقتضي الترتيب والتعقيب مثل: لولا الله ففلان. فهذا محل نظر، لكن الأقرب أنه جائز؛ لأنك أتيت بالفاء الدالة على الترتيب.
القسم الثالث: أن تضيفه إلى الله -عز وجل- وحده،
---------------
= في كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه (رقم ٢٠٩) (٣٥٧).
(¬١) (أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم ٩٨٨)، وأحمد في المسند (١/ ٢١٤، ٢٨٣، ٣٤٧).

الصفحة 135