كتاب تفسير العثيمين: الصافات

للدنيا، بل اعمل للدنيا لكن اجعل عملك في الدنيا من أعمال الآخرة.
فكيف يمكن هذا؟ يمكن تطلب المال من أجل أن تتعفف به عن الناس، من أجل الإنفاق على أهلك، تطلبه من أجل الصدقة به، تطلبه من أجل الاستعانة به في طلب العلم، تطلبه من أجل الجهاد في سبيل الله، فيكون طلب الدنيا طلب الآخرة ويكون هذا العمل عملًا للوصول إلى الجنة.
٩ - ومن فوائدها: وصف غير الله تعالى بالعظم فيقال العظيم للشيء العظيم، أيًّا كان، ويدل على ذلك قوله تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣)} [النمل: ٢٣] ويدل عليه أيضًا أن الله وصف العرش بأنه عظيم {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦)} [النمل: ٢٦] وعلى هذا فالصفات التي يشترك فيها الخالق والمخلوق لا بأس أن يوصف بها المخلوق، ولكن يجب أن يعلم بأن بين وصف المخلوق بها ووصف الخالق بها كما بين ذات الخالق وذات المخلوق، وأنه لا يلزم من الاشتراك في الاسم الاتفاق في المسمى.
١٠ - ومن الفوائد: سفه أولئك القوم الذين يعملون للدنيا دون الآخرة؛ لأن الله تعالى قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١)} فالذين يعملون للدنيا وهم في غفلة عن الآخرة لا شك أنهم سفهاء، وأنهم أمضوا أعمارهم فيما ليس فيه فائدة، بل فيما فيه خسارة، وقد قال الله تعالى: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ

الصفحة 139