كتاب تفسير العثيمين: الصافات

وَالْأَرْضِ} [يونس: ١٠١] يعني بالقلوب، أما بالأعين فلا يفيد إذا لم يتأثر بذلك القلب.
وقوله: {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣)} المنذرين هنا اسم مفعول، الذين أنذروا وخوفوا، ولكن لم يخافوا ولم يؤثر فيهم الإنذار، فكيف كان عاقبتهم، قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ-: [أي عاقبتهم العذاب]. يعني: أن العاقبة كانت وخيمة -والعياذ بالله-، عوقبوا بالعذاب المدمر المهلك.
الفوائد:
١ - في الآية الكريمة: تنبيه العاقل إلى النظر في عواقب المكذبين، وكذلك النظر في عواقب المجيبين، فإن الإنسان مأمور بالنظر في حال هؤلاء وهؤلاء، فإذا نظر في عواقب المجيبين وأنها عواقب حميدة صار منهم، وإذا نظر إلى عواقب المكذبين حذر منهم وابتعد عنهم، لقوله تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣)}.
٢ - ومن فوائدها: أن الله لا يعاقب على الذنب إلَّا بعد قيام الحجة، لقوله: {عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ}، فهم أنذروا فكانت العاقبة.
٣ - ومن فوائدها: الإشارة إلى أنَّه ينبغي للناظر أن ينظر إلى كيفية العقوبة، لتكون أعظم في تصوره من وجه، وليعرف حكمة الله -عَزَّ وَجَلَّ- في مناسبة العقوبة للذنب من وجه آخر.
فينظر إلى هذين الأمرين لبيان هذه العقوبة وشدتها ولبيان مناسبتها للذنب، {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣)}.

الصفحة 167