كتاب تفسير العثيمين: الصافات

العظيم ولكن لا يتخذ له مناصرًا، هذا التصرف فيه نظر ولكن يجب أن تراعى الحكمة في هؤلاء المناصرين، هل الحكمة أن يذهبوا جميعًا، أو أن يتفقوا على رأي وإن تفرقوا في الذهاب؟ أقول: إنه يجب أن تستعمل الحكمة هنا؛ لأنه قد يكون من الحكمة أن يذهبوا جميعًا، وقد يكون من الحكمة أن يذهبوا متفرقين لكن يتفقون على رأي واحد، وهذه ترجع في الواقع إلى العمل الذي يريدون الاتفاق عليه، وإلى المواجه التي يريدون أن يواجهوه.
فإن بعض الناس قد يتأثر بالجماعة الكثيرة، ويخضع لهم، وبعض الناس قد تأخذه العزة بالإثم، ويظن أن هذا من باب التظاهر عليه، فلا يقبل منهم صرفًا ولا عدلًا.
والمهم أن الاجتماع على الشيء سبب للعزة والانتصار، ولكن كيف يعالج الشيء الذي اجتمعنا عليه؟ هل يعالج على سبيل الاجتماع أو الانفراد؟ هذا يرجع إلى ما تقتضيه الحال، والإنسان ينبغي أن يستعمل الحكمة في ذلك.
٢٧ - من فوائدها: أن أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم لقوله: {فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ}، وإذا كان أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم فينبغي أن يكون أهل الحق أسرع منهم؛ لأن أهل الحق منصورون وأهل الباطل مخذولون.
٢٨ - ومن فوائدها: أن هؤلاء القوم ينتصرون لأصنامهم ومعبوداتهم مع أنها باطلة، فينبغي أن يكون أهل الحق الذين ينتصرون لله -عزَّ وجلَّ- أشد منهم انتصارًا في دين الله -سبحانه

الصفحة 214