كتاب تفسير العثيمين: الصافات

٢ - ومن فوائدها: أن السماوات متطابقة بعضها أدنى من بعض، لقوله: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا} مما يدل على أن هناك سماوات فوقها، وهو كذلك.
٣ - ومن فوائدها: عناية الله -سبحانه وتعالى- بخلقه حيث زين لهم السقف الذي فوق رؤوسهم؛ لأنه لو كان مظلمًا حالكًا لا يرون فيه شيئًا منيرًا لكان في ذلك شيء من الإيحاش، ولكن الله تعالى اعتنى بهذا فزينه لهم.
٤ - ومنها عناية الله من وجه آخر حيث حفظ السماء الدنيا بهذه الكواكب، فإذا قال قائل: ما فائدة هذا الحفظ؟ قلنا: الفائدة لئلا تعبث الشياطين بما ينزل من السماء من الوحي، أو تعبث الشياطين بتغرير الخلق بالكهان وأنهم يعلمون الغيب.
٥ - ومن فوائدها: أن الشياطين مردة لقوله: {مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (٧)} بناء على أن كلمة مارد صفة كاشفة، فإن جعلت صفة مقيدة ففيها دليل على أن الشياطين منهم مردة، ومنهم دون ذلك، والآية محتملة لأن تكون مارد صفة لكل شيطان، ومحتملة لأن تكون صفة لبعض الشياطين، وأن يكون بعضهم غير مارد.
٦ - ومن فوائدها: أن هؤلاء الشياطين لا يسمعون إلى الملأ الأعلى السماع الكامل بحيث ينالون مرادهم، بسبب هذه الشهب التي تحرقهم فلا يستطيع الواحد منهم أن يسمع سماعًا كاملًا يصغي إلى الملأ الأعلى كما يصغي الإنسان إلى شيخه وإلى محدثه، بل تجدهم يأتون إلى السماء خطفًا فيخطفون ما يسمعون دون أن يكون هناك مهلة وتأنٍّ؛ لأنها تخشى من الشهب.

الصفحة 32