كتاب تفسير العثيمين: الصافات

والذي دعا الله -عَزَّ وَجَلَّ- بما دعاه به: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك. يعني قبل أن ترسل طرفك ثم ترده, لأن الذي تأتي به الملائكة، والملائكة أقوى من الشياطين، فلهذا رآه في الحال. فلما رآه مستقرًّا عنده قال: {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ... } إلى آخر الآيات. المهم أن الشياطين لهم قوة وقدرة توصلهم إلى السماء، والذي أعطاهم هذه القوة والقدرة هو الله عَزَّ وَجَلَّ ..
١٠ - ومن فوائدها: فضيلة الملائكة، حيث وصفوا بأنهم الملأ الأعلى لعلو مكانهم ومكانتهم، ففيهم العلو الحسي والعلو المعنوي.
١١ - ومن فوائدها: أن الشهب التي تقذف بها الشياطين تأتيهم من كل جانب، فإلى أي جهة حاولوا الفرار يجدون الشهب، ولا يلزم أن تجتمع هذه الشهب عليهم، قد يكون شهاب واحد يأتيهم من جهة، لكن لو حاولوا الفرار أتاهم شهاب ثانٍ، وهكذا أي جهة يحاولون الفرار منها سيجدون الشهاب، قال: {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨)}.
١٢ - ومن فوائدها: أن الشياطين ليست أهلًا لأن تحل السماء أو تقعد فيها أو تقرب منها, ولهذا يقذفون لإبعادهم دحورًا.
١٣ - ومن فوائدها: أن الشياطين مكلفون، يقع عليهم العقاب الدائم لقوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (٩)} يعني دائم.
١٤ - ومن فوائدها: أن الشياطين قد تأتي بخبر السماء لقوله: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} ولكن قد يقول قائل: إن الله قال

الصفحة 34