كتاب تفسير العثيمين: الصافات

{إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (١١)}.
٨ - ومن فوائدها: بيان قدرة الله -سبحانه وتعالى- حيث خلق هذا الإنسان الخصيم المبين من هذا الطين {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (١١)}.
٩ - ومن فوائدها: الإشارة إلى إمكان البعث، وأن الله قادر عليه، وأنه القادر على هذه المخلوقات التي هي أشد خلقًا منهم وعلى خلقهم من الطين قادر على إعادتهم، {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (١١)}.
١٠ - ومن فوائدها: إثبات الخلق لله في قوله: {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} وفي قوله: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ}.
١١ - ومنِ فوائدهاِ أيضًا: تفاوت الخلق في العظم، لقوله: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} فتكون المخلوقات متفاوتة في عظمها ودلالتها على قدرة الله؛ لأن ما كان أعظم كان أدل على القدرة.
١٢ - ويتفرع على هذه الفائدة: أنه كما تتفاضل الآيات الكونية كذلك تتفاضل الآيات الشرعية، ولهذا كان أعظم السور في كتاب الله سورة (الفاتحة) (¬١) وأعظم آية (آية الكرسي) (¬٢) و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن (¬٣)، فالآيات الكونية تتفاضل
---------------
(¬١) عن أبي سعيد بن المعلى قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن" قال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". أخرجه البخاري كتاب التفسير، باب ما جاء في فاتحة الكتاب (٤٤٧٤).
(¬٢) أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسى (٨١٠).
(¬٣) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (٥٠١٥). =

الصفحة 40