كتاب تفسير العثيمين: الصافات

بنصر ما قاله من الحق، ويكون كل من عمل بالحق الذي جاء به أو الذي بينه يكون له مثل أجره، وهذا انتصار. كل إنسان يحب أن ينتصر الحق الذي بينَّه للناس في حياته أو بعد مماته.
* * *
قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦)} المراد بهذا الاستفهام الاستبعاد والإنكار، يعني أننا ننكر ونستبعد أننا نبعث إذا كنا ترابًا وعظامًا، وفي قوله: {أَإِذَا مِتْنَا} عدة قراءات.
أولًا: تحقيق الهمزتين تقول: أإذا.
ثانيًا: تسهيل الثانية.
ثالثًا: إدخال الألف في التحقيق.
رابعًا: إدخال الألف في التسهيل.
قوله: {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧)} فيها قراءتان أيضًا:
١ - تسهيل الواو.
٢ - فتحها.
الفوائد:
١ - في هاتين الآيتين دليل على قوة إنكار هؤلاء المكذبين للبعث وذلك لأنهم أتوا به بصيغة الاستفهام المؤكد بإن، وهذا كقول أخوة يوسف له: {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} [يوسف: ٩٠] يعني أتؤكد أنك يوسف. فهؤلاء قالوا: أيؤكد لنا أئنا مبعوثون، وإذا دخلت همزة الاستفهام على هذا دل على أنهم يؤكدون إنكارهم بالبعث.
٢ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين يأتون بالشبه لأنهم

الصفحة 46