كتاب تفسير العثيمين: الصافات

النفي لتكذيبه، فإذا قلت: ألم يقم زيد؟ فالجواب: بلى، يعني قد قام، خلافًا لما نفيت.
وأما (لا) فلا يجاب بها إلا في الإثبات لتكذيبه، أي لم يقم، أقام زيد، فقلت: لا، يعني لم يقم.
فهذه أحرف الجواب الثلاثة وأعمها (نعم) لأنها تكون في الإثبات وتكون في النفي، وأما (بلى) و (لا) فكل واحدة مختصة بشيء (بلى) في النفي و (لا) في الإثبات.
{قُلْ نَعَمْ} هذه للتصديق يعني نعم تبعثون. ولهذا قدر المؤلف ذلك في قوله تبعثون، يعني أنكم ستبعثون يوم القيامة بعد أن كنتم ترابًا وعظامًا ولكنكم لا تبعثون كما أنتم عليه في الدنيا في عزة وترف، بل {وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (١٨)} صاغرون، والجملة هنا حال من نائب الفاعل في الفعل المقدر بعد الجواب، نعم تبعثون وأنتم داخرون.
والدخور بمعنى الصغار والذل، يعني أنهم يبعثون يوم القيامة على وجه الصغار لا على ما كانوا عليه في الدنيا كما قال الله تعالى: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} [الشورى: ٤٥] بعد أن كان الواحد منهم في الدنيا يقلب مقلتيه كما شاء، فهم في الآخرة ينظرون من طرف خفي، مملوء بالخجل والخزي والعار -والعياذ بالله-.
الفوائد:
١ - في هذه الآية الكريمة دليل على أهمية جواب هؤلاء الذين يتساءلون إذا ماتوا وكانوا ترابًا وعظامًا أيبعثون أو لا؟ وجه

الصفحة 49