كتاب تفسير العثيمين: الصافات

الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٥)} [العنكبوت: ٢٥] لقوله: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨)}.
٥ - ومن فوائدها: بيان الأساليب التي يستعملها المضللون، وأنها أساليب متنوعة تارة بالقوة، وتارة بالتغرير والتلطف والإيعاد بالخير، وتارة بالتغرير بالتوكيد على أن ما هم عليه حق. وإذا رأيت إلى واقع النصارى اليوم وغيرهم من أهل الضلال المضلين عرفت كيف تنطبق هذه الآية على هؤلاء الدعاة إلى الشر، فالنصارى -مثلًا- المضللون الذين يسمون أنفسهم بالمبشرين، لكننا نقول إنهم مبشرون بالعذاب الأليم، يعدون الناس الخير ويفتحون المدارس ويغدقون الأموال على الناس من أجل تضليلهم وإخراجهم ويستغلون فرصة الفقر والجهل في مثل هذه الأمور.
٦ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المتبوعين يعيدون التوبيخ على التابعين، حيث يقولون لهم: بل لم تكونوا مؤمنين، فالبلاء من عند أنفسكم لا من عندنا.
٧ - ومن فوائدها: أن من لم يكن إيمانه راسخًا فإن الدعاية الباطلة تؤثر عليه؛ لأن المؤمن إيمانًا راسخًا لا تضلله الدعاية ولا يمكن أن يتحول عن إيمانه الذي كان عليه لقوله: {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩)} ولو كنتم مؤمنين حقًا إيمانًا ثابتًا ما أثَّر عليكم إضلالنا.
والمؤمن يرضى أن يموت ولو بأن يلقى من شاهق ولا يكفر

الصفحة 68