كتاب تفسير العثيمين: الصافات

تُذكر صار الوضوء فاسدًا، على قول من يرى أن البسملة من شروط الوضوء، أو من واجبات الوضوء، ولكن القول الراجح في البسملة في الوضوء أنها سنة، لقول الإمام أحمد -رحمه الله-: لا يثبت في هذا الباب -أي في باب التسمية في الوضوء- شيء.
إذا ذكرت على الطعام طردت الشيطان عنه، وإن لم تذكر فإن الشيطان يشارك الآكل والشارب.
فالمهم أنها بركة، ولهذا نقول: الباء للمصاحبة أي: أن المبسمل يصطحب في بسملته البركة.
والاستعانة، لأنها تعين الإنسان على مهماته.
وأما (الله) فهو العلم الخاص بالله سبحانه وتعالى، لا يسمى به غير الله ومعناها: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين. أي أن إله بمعنى مألوه، أي معبود.
فإذا قال قائل: أين الهمزة في الله؟
فالجواب: أنها حذفت للتخفيف؛ لكثرة الاستعمال. كما حذفت من ناس، وأصلها أُناس. وحذفت من شر وخير، وأصلها أشر وأخير.
أما (الرحمن) فهو اسم من أسماء الله، و (الرحيم) كذلك اسم من أسمائه. والفرق بينهما أن الرحمن باعتبار الوصف، والرحيم باعتبار الفعل، ولهذا جاءت الرحمن بهذه الصيغة الدالة على السعة، فرحمة الله واسعة شاملة لكل شيء، وأما (الرحيم) فهو الموصول رحمته إلى خلقه.
وتقسم الرحمة باعتبار اسم (الرحيم) إلى قسمين:

الصفحة 7