كتاب تفسير العثيمين: الصافات

العتو، فإنهم إذا قيل لهم هذه الكلمة العظيمة التي لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بهن، يستكبرون عنها، ويرون أنهم أكبر قدرًا من أن يقولوها، أو أن يصدقوا من قال بها، لأنه قد سبق أن قلنا في التفسير يستكبرون عن الخبر والمخبر به.
٩ - ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب الخضوع لما تقتضيه هذه الكلمة؛ لأن الله ساقها في القوم المستكبرين عنها مساق الذم، وعلى هذا فمن قبلها وخضع لها فقد نفى عن نفسه الذم وقام بما يجب عليه.
١٠ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن من قال: (لا إله إلا الله) بإخلاص فلابد أن يخضع لأوامر الله ولا يستكبر، ومن ثم جاءت نصوص كثيرة تعلق دخول الجنة على قول (لا إله إلا الله)، ومن المعلوم أن دخول الجنة لا يترتب على مجرد قولها، إذ إن المنافقين يقولونها ومع ذلك لا يدخلون الجنة، لكن المراد بمن قالها خاضعًا لما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة من اتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
١١ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يجوز صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، لقوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} فلا يجوز أن يصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله لا صلاة ولا نذر ولا سجود ولا ركوع ولا حج، كله يجب أن يصرف لله -عز وجل-، لأنه هو المعبود حقًّا.
١٢ - ومن فوائد الآية الكريمة {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦)} أن هؤلاء كذبوا بما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا

الصفحة 84