كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 3)

"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِوَاك عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ" [فمحمد] (¬1) ابن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة، لكنه لم يكن من أهل الإتقان، حتى ضعَّفه بعضهم من جهة سوء حفظه، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته، [فحديثه] (¬2) من هذه الجهة حسن، فلما انضم إلى ذلك كونه روي من (وجه آخر) (¬3) زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه، وانجبر به ذلك النقص اليسير، فصح هذا الإسناد، والتحق بدرجة الصحيح" (¬4).
قال الحافظ أبو الفضل العراقي: "وقد أخذ ابن الصلاح كلامه هذا من الترمذي فإنه قال -بعد أن أخرجه من هذا الوجه-: حديث [أبي] (¬5) سلمة عن أبي هريرة عندي صحيح" (¬6)، ثم قال: "وحديث
¬__________
(¬1) من (د)، (ج)، وفي بقية النسخ: لمحمد.
(¬2) من (د)، (ج)، وفي (ب)، (ع): من جهة هذه الجهة.
(¬3) وفي الأصل (ص 109) أوجه أخر، وقد رجع البقاعي رواية الإفراد: (وجه آخر) وقال -في شأن رواية الجمع التي هي مثبتة في النسخ التي بين أيدينا-: ". . لفظ الجمع مخالف لما رأيته في كتاب "ابن الصلاح" في نسخة بخط بعض الفضلاء، وعليها خط الشيخ زين الدين بقراءتها عليه بلفظ: (من وجه آخر) بالإفراد.
انظر: النكت الوفية (ق 71/ أ).
(¬4) مقدمة ابن الصلاح (ص 109).
(¬5) من (د).
(¬6) وفي (د): ثم قال: "وحديث أبي هريرة عندي صحيح".

الصفحة 1004