كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 1)

تجديده سنة الإملاء
الإملاء للحديث سنة الحفاظ من المحدثين منذ القديم، يعقدون مجالس الإملاء، ويملون الأحاديث بأسانيدها ويشرحون غريبها، وألفاظها، ويبينون الفوائد المستقاة منها, ولم يجرؤ أحد على أن يعقد مثل هذه المجالس إلا إذا كان حافظًا متمكنًا من فنه وعلمه, وقد اندرس الإملاء بعد ابن الصلاح (ت 643 هـ)، حتى افتتحه ثانية كبار حفاظ عصرهم وهم: العراقي (¬1)، وابن حجر (¬2)، ثم الحافظ السيوطي.
قال الغزي: "كان السيوطي يملي الحديث، ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة" (¬3).
يحدثنا السيوطي نفسه عن هذا فيقول:
"وكان الإملاء درس بعد ابن الصلاح إلى أواخر أيام أبي الفضل العراقي، فافتتحه سنة (796 هـ)، فأملى أربعمائة مجلس وبضعة عشر مجلسًا إلى سنة موته سنة (806 هـ)، ثم أملى ولده إلى أن مات سنة (852 هـ) أكثر من مجلس وكسرا، ثم أملى شيخ الإسلام
¬__________
(¬1) لحظ الألحاظ (ص 233).
(¬2) ابن حجر ودراسة مصنفاته (ص 112 - ص 227).
(¬3) الكواكب السائرة (1/ 228).

الصفحة 105