كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)

وقال النووي في شرح مسلم: "من أخص ما يرجح (¬1) به كتاب البخاري، اتفاق العلماء على أن البخاري أجل من مسلم، وأعلم بصناعة الحديث، ودقائقه منه، وقد انتخب علمه، [ولخص] (¬2) ما ارتضاه في هذا الكتاب، وبقي في تهذيبه واتقانه لست عشرة سنة، وجمعه من ألوف مؤلفة من الأحاديث الصحيحة" (¬3).
قال الحافظ ابن حجر (*): "هذا من حيث الجملة، وأما من حيث التفصيل: فقد تقرر أن مدار الحديث (¬4) على الاتصال وإتقان الرجال (¬5)، وعدم العلل، وعند التأمل يظهر أن كتاب البخاري أتقن رجالًا وأشد (¬6) اتصالًا وأسلم من العلل من كتاب مسلم، وبيان (¬7) ذلك من أوجه:

أحدها:
أن الذين انفرد البخاري بالإخراج لهم دون مسلم أربعمائة
¬__________
(¬1) وفي (د): ما مدح.
(¬2) من (د)، وفي بقية النسخ: ويخص.
(¬3) المنهاج (1/ 14).
(¬4) وفي الأصل: الإسناد
(¬5) وفي الأصل: وعدالة الرواة.
(¬6) وفي (م)، (ب): وأسند.
(¬7) وفي الأصل: والدليل.
(*) هدي الساري (ص 11 - 12) والنكت (2/ 286 - 289).

الصفحة 539