كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)

يخرج لهم مسلم في المتابعات لا يعرج (¬1) عليهم البخاري، فهذه الوجوه الأربعة المتعلقة بإتقان (¬2) الرواة.

خامسها:
وهو متعلق بالاتصال: أن مسلمًا يرى أنَّ [للمعنعن] (¬3) حكم الاتصال إذا تعاصر المعنعن ومن عنعن عنه، وإن لم يثبت اللقي (¬4)، والبخاري لا يرى ذلك حتى يثبت اجتماعهما (¬5) ولو مرة كما [وضح] (¬6) ذلك في تاريخه (¬7)، وجرى عليه في صحيحه، حتى إنه ربما أخرح الحديث الذي لا تعلق له بالباب أصلًا إلا ليبين سماع راو من شيخه لكونه قد أخرج له قبل ذلك معنعنًا (¬8).
¬__________
(¬1) وفي (د): لا يخرج.
(¬2) وفي الأصل: بعدالة.
(¬3) من (د)، وفي بقية النسخ: للمتعنعن.
(¬4) كما صرح بذلك في أول مقدمة صحيحه (1/ 29، 30)، وانظر: مقدمة النووي في شرحه لصحيح مسلم (1/ 14)، وتوضيح الأفكار (1/ 40).
(¬5) وفي (ب): اجتماعها.
(¬6) وفي (ب)، (ع)، (ج) أوضح.
(¬7) لم أقف على ذلك في تاريخيه الصغير والكبير وعلى كل فهو مذهب شيخه علي ابن المديني كما نقل ذلك ابن رشيد السبتي في كتابه "السنن الأبين" (ص 31).
(¬8) انظر: هدي الساري (ص 11 - 12)، وهذه الأوجه الخمسة المتقدمة نقلها الصنعاني في توضيح الأفكار (1/ 42، 43). =

الصفحة 544