كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)

الثاني:
أن البخاري استنبط فقه كتابه من أحاديثه فاحتاج أن يقطع المتن [الواحد] (¬1) إذا اشتمل على عدة أحكام ليورد (¬2) كل قطعة منه في الباب الذي يستدل به على ذلك الحكم الذي استنبطه منه لأنه لو ساقه في المواضع كلها برمته (¬3) لطال (¬4) الكتاب، ومسلم (¬5) لم يعتمد ذلك بل يسوق أحاديث الباب كلها سردًا عاطفًا بعضها على بعض في موضع واحد، ولو كان المتن مشتملًا على عدة أحكام فإنه يذكره في أمثل (¬6) المواضع وأكثرها (¬7) دخلًا فيه، ويسوق المتون تامة [محررة] (¬8)، [فلهذا جرى كثير ممن صنف في الأحكام بحذف الأسانيد من المغاربة كعبد الحق (¬9) وإنما يعتمدون على كتاب مسلم
¬__________
(¬1) من (د)، (ج).
(¬2) وفي (د) ليرد.
(¬3) فيها قولان محمد أهل اللغة والثاني هو المعني بها وهو أخذ الشيء تامًا كاملًا لم ينقص منه شيء. لسان العرب (12/ 252).
(¬4) وفي (م): وطال.
(¬5) من (ب)، وفي (م): سلم
(¬6) من (ب)، وفي (م): أمتن، وفي (د): أحسن، وفي الأصل، (ج): أمس
(¬7) سقطت من (ب).
(¬8) من (د).
(¬9) أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، الأزدي الأشبيلي، ويعرف بـ: ابن الخراط، الحافظ العلامة الحجة، توفي سنة (581 هـ). =

الصفحة 556