كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)
محمول على حسن الوضع، وجودة الترتيب.
وقال الزركشي في نكته (¬1): "اختص مسلم بأنه أحسن الأحاديث مساقًا، وأكمل سياقًا، وأقل تكرارًا، وأتقن اعتبارًا (¬2) [بجمعه] (¬3) طرق (¬4) الحديث في مكان واحد إسنادًا ومتنا، فيذكر المجمل ثم المبين له، والمشكل ثم الموضح (¬5) له، والمنسوخ (¬6) ثم الناسخ له".
وقال النووي في شرح مسلم (¬7): "انفرد مسلم بفائدة حسنة وهي كونه أسهل تناولًا من حيث إنه جعل لكل حديث موضعًا واحدًا يليق به جمع فيه طرقه التي ارتضاها واختار ذكرها، وأورد يه (¬8) أسانيده المعتددة وألفاظه المختلفة فيسهل على الطالب النظر في وجوهه،
¬__________
(¬1) النكت (ق 21/ ب).
(¬2) الاعتبار هو سبر طرق الحديث لمعرفة ما إذا شارك راوٍ آخر فيما تفرد به من رواية.
قال العراقي رحمه اللَّه في ألفيته:
الاعْتِبَارُ سَبْرُكَ الحَدِيْثَ هَلْ ... شَارَكَ راوٍ غَيْرَهُ فِيْمَا حَمَلْ
انظر: فتح المغيث (ص 203)، وتوضيح الأفكار (2/ 11).
(¬3) وكذا في (م)، (ج)، وفي (ب): يجمعه
(¬4) وفي (م): طرف بالموحدة.
(¬5) وفي (م)، (ب): الموضع بالعين المهملة.
(¬6) وفي (ب): والناسخ والمنسوخ.
(¬7) المنهاج (1/ 14).
(¬8) وفي (م): فيها.