كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)
صاحب الرواية وإتقانه، فتتحمل (¬1) له الأوجه المتكلفة، والصواب في مثل هذا الاعتماد على صاحب الرواية الموافقة للصواب. وأما روايات مسلم فقليلة.
قال النووي: "انحصرت طريقه عنه في هذه البلدان والأزمان في رواية أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان عن مسلم، ويروى (¬2) في بلاد المغرب مع ذلك عن أبي محمد أحمد بن علي القلانسي (¬3) عن مسلم، [ونبّه الحفاظ] (¬4) على أن لابن سفيان ثلاثة أفوات كان يقول فيها: (عن مسلم)، ولا يقول: (أنا مسلم).
قال ابن الصلاح (¬5): "فلا ندري حملها عنه إجازة أو وجادة (¬6) "،
¬__________
(¬1) وفي (م): فنتحمل، وفي (د): فيتحمل.
(¬2) وفي (م): ويروي.
(¬3) لم أقف له على ترجمة، ولكن ذكره ابن عطية في فهرسه (ص 62) من طريق شيخه أبي علي الغساني بسنده إلى أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر، قال: حدثنا أس محمد أحمد بن علي بن الحسين القلانسي عن مسلم حاشا ثلاثة أجزاء من آخر الديوان أولها حديث عائشة في الإفك.
(¬4) زيادة تفصيل من السيوطي وليست في الأصل.
(¬5) انظر: صيانة صحيح مسلم (ص 111 - ص 113) باختصار وتصرف.
(¬6) الوجادة: بكسر الواو مصدر وجد يجد وهو مولد غير مسموع من العرب، والوجادة أن يعثر التلميذ على كتاب أو حديث مكتوب بخط شيخ وفيه إسناده فيقول: "وجدت بخط فلان حدثنا فلان. . . " وله أن يقول: "قال فلان. . " إذا أمن التدليس، ولا يجوز له أن يقول: "حدثنا"، ولا "أخبرنا"، والراجح في حكمه قبول العمل به، لا سيما في الأعصار المتأخرة إن ثبت لدينا صحة نسبة ذلك =