كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)

47 - وانْتَقُدوا (¬1) عَلَيْهِمَا يَسِيْرَا ... فَكَمْ تَرَىُ (¬2) نَحْوَهُمَا نَصِيْرا
ش:
فأفاد حكاية قول: إن الموطأ أصح من الصحيحين (¬3).
قال النووي في (شرح البخاري) (¬4):
"قد استدرك الدارقطني على البخاري ومسلم أحاديث، وطعن في بعضها، وذلك الطعن مبني على قواعد لبعض المحدثين ضعيفة جدًا مخالفة لما عليه الجمهور من أهل الفقه والأصول وغيرهم (¬5)، فلا
¬__________
(¬1) وفي (ب): وانعقدوا.
(¬2) وفي (ح)، (س): نرى بالنون.
(¬3) لم يقل أحد إن الموطأ أصح من الصحيحين، وإنما القول المشهور عن الإمام الشافعي في هذا المقام هو: "ما بعد كتاب اللَّه أكثر صوابًا من كتاب مالك"، وفي رواية "أصح من كتاب مالك" وسيأتي الكلام عليه في (ص 649، 784، 793).
(¬4) سقطت من (ب).
(¬5) وليس معنى ذلك أنه لم يصب في جميع انتقاداته، بل إنَّ منها ما هو انتقاد وجيه وعلمي، في محله كما قال الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه في هدي الساري (ص 283): "وليست كلها قادحة -يعني العلل- بل أكثرها الجواب عنه ظاهر والقدح فيه مندفع، وبعضها الجواب عنه محتمل، واليسير منه في الجواب عنه تعسف. . .".
وحفاظ الحديث بعد الدارقطني قد وضعوا انتقاداته نصب أعينهم، وقد رأوا له جهده واعتبروا انتقاداته فهذا أبو عمرو بن الصلاح قال في مقدمته (ص 101) في شأن الصحيحين وتلقي الأمة لها بالقبول ". . . سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني. . ." ا. هـ. =

الصفحة 608