كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)

وأبو داود عن مشاهير الرابعة، وذلك لأسباب تقتضيه، وبهذا يعتذر لمسلم في إخراج حديث حماد بن سلمة فإنه لم يخرج رواياته إلا عن المشهورين كثابت (¬1) البناني، وأيوب السختياني وذلك لكثرة ملازمته ثابتًا [البناني] (¬2) وطول صحبتة إياه (¬3) بخلاف أحاديث حماد عن آحاد البصريين، فإنَّ مسلمًا لم يخرجها لكثرة غرابتها (¬4)، وقلة ممارسته (¬5) لها، وعلى هذا ينبغي أن يسبر حال الشخص في الرواية بعد ثبوت عدالته فمهما (¬6) حصل الفهم بحال الراوي على النحو المذكور وكان الراوي محتويًا على الشرائط المذكورة تعيَّن إخراج حديثة منفردًا به كان أو مشاركًا، ولا يقال: يلزم البخاري أن يخرج عن أعلام الطبقة الثالثة لوجود الصحة لأنه لم يلتزم إخراج كل الصحيح" (¬7) انتهى.
قال الحافظ ابن حجر في المقدمة: "وهذا المثال الذى ذكره
¬__________
(¬1) من (ب).
(¬2) من (ج).
(¬3) قال يحيى بن معين وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني: "حماد أعلم الناس بثابت".
تاريخ ابن معين (2/ 131). وتهذيب التهذيب (3/ 12).
(¬4) وفي (ب): ممارسة.
(¬5) من (ب).
(¬6) وفي (د): غرائبها.
(¬7) شروط الأئمة الخمسة (ص 56 - ص 62).

الصفحة 706