كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)
لترك الإطالة، أو رأيا أنّ غيره مما ذكراه يسد مسده أو لغير ذلك" (¬1).
وقال الحافظ أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب المعروف بابن الأخرم (¬2): "قلما يفوت البخاري ومسلمًا من ما ثبت من الحديث الصحيح (¬3) يعني في كتابيهما".
قال ابن الصلاح متعقبًا عليه: "ولقائل أن يقول ليس ذلك بالقليل، والمستدرك للحاكم كتاب كبير يشتمل مما فاتهما على شيء كثير، وإن يكن عليه في بعضه مقال فإنه يصفو له منه صحيح كثير، وقد قال البخاري: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح" (¬4).
زاد غير (¬5) ابن الصلاح: وروى الإسماعيلي عن البخاري أنه قال: "لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحًا، وما تركت من الصحيح أكثر" (¬6).
¬__________
(¬1) المنهاج (1/ 24).
(¬2) أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم النيسابوري، ويعرف أبوه "بابن الكرماني"، الإمام الحافظ الكبير، كان من أنحى الناس ما أخذ عليه لحن قط، وكان ابن خزيمة يقدمه على كافة أقرانه توفي سنة (344 هـ).
تذكرة الحفاظ (3/ 864)، والنجوم الزاهرة (3/ 313)، وشذرات الذهب (2/ 368).
(¬3) مقدمة ابن الصلاح (ص 93)، والتبصرة والتذكرة (1/ 43)، وفتح المغيث (ص 27).
(¬4) مقدمة ابن الصلاح (ص 92).
(¬5) وفي (ب) على.
(¬6) نقله عنه الحافظ في هدي الساري (ص 7).