كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)

من روايته عن الزهري لا يقال (إنه) (¬1) على شرط الشيخين، لأنهما أحتجا بكل منهما، بل لا يكون على شرطهما (¬2) إلا إذا احتجا بكل منهما على صورة الاجتماع، وكذا إذا كان الإسناد قد احتج كلٌّ منهما برجل منه ولم يحتج بآخر منه، كالحديث الذي يروى من [طريق] (¬3) شعبة -مثلًا- عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس (¬4)، فإنَّ مسلمًا احتج بحديث سماك إذا كان من رواية الثقات عنه، ولم يحتج بعكرمة (¬5)، (واحتج البخاري بعكرمة) (¬6) دون سماك فلا يكون الإسناد والحالة هذه على شرطهما حتى يجتمع فيه صورة الاجتماع (¬7)، وقد صرح بذلك الإمام أبو الفتح القشيري وغيره،
¬__________
= (2/ 663)، والتقريب (ص 128).
(¬1) ليست في الأصل.
(¬2) وفي (ب): على شرط.
(¬3) وفي (ع): من طرق.
(¬4) لمعرفة مرويات سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في الكتب الستة انظر: تحفة الأشراف (5/ 136 - 142).
(¬5) ولربما عدل الإمام مسلم عن رواية سماك عن عكرمة لأنَّ فيها اضطرابًا كما صرّح بذلك علي بن المديني، ويعقوب بن شيبة.
انظر: تهذب التهذيب (4/ 233).
(¬6) سقطت من (ب).
(¬7) فالمحدثون لا يكتفون في التصحيح، وعدِّ الحديث من قسم الصحيح بمجرد كون الراوي عدلًا والحديث متصلًا، بل ينظرون في حال الراوي مع من روى. =

الصفحة 815