كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)
وقال ابن القطان: "إنه حديث صحيح" (¬1) (ومنها) (¬2) حديث أنس (¬3) (رضي اللَّه تعالى (¬4) عنه) (¬5) "كان أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ينتظرون الصلاة، فيضعون جنوبهم، فمنهم من ينام ثم يَقُومُ إلى الصَّلَاةِ" أخرجه (¬6) قاسم بن أصبغ (¬7)، وكانت وفاة ابن القطان هذا
¬__________
(¬1) من الأصل وقد سقطت من النسخ.
(¬2) انظر: نصب الراية (1/ 47).
(¬3) وفي الأصل: أنس بن مالك.
(¬4) (تعالى) ليست في الأصل.
(¬5) سقطت س (د).
(¬6) وفي الأصل: (رواه هكذا).
(¬7) رواه عنه ابن حزم في المحلى (1/ 301)، وكذا عزاه إليه ابن التركماني (1/ 30) كما في الجوهر النقي، والزيلعي كما في نص الراية (1/ 47)، وعزاه الشوكاني للبيهقي، والخلال أيضًا، والحديث رواته ثقات رواه أئمة عن شعبة.
وأصل الحديث من غير ذكر زيادة "الوضع على الجنوب" رواه مسلم (كتاب الحيض - باب الدليل على أنّ نوم الجالس لا ينقض الوضوء - 1/ 284)، وأبو داود (كتاب الطهارة - باب الوضوء من النوم - 1/ 638)، والترمذي (كتاب الطهارة - كتاب ما جاء في الوضوء من النوم - 1/ 113)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، والدارقطني (1/ 130، 131)، والبيهقي (1/ 120) كلهم من طرق عن قتادة عن أنس.
وظاهر هذا الحديث معارض لأدلة أخرى، وهذه مسألة خلافية فيها ثمانية مذاهب، وقد رجَّح الشوكاني المذهب الثامن: وهو أنه إذا نام الشخص جالسًا ممكنًا مقعدته من الأرض لم ينقض سواء قل أو كثر وسواء كان في الصلاة أو خارجها.
قال الشوكاني: "وهذا أقرب المذاهب عندي، وبه يجمع بين الأدلة".