كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)

مخالف في رواية (*) هذا واللَّه أعلم، ثم قال الحافظ: "ومنهم من قال: لا سلف له في ذلك، بناء على [جواز] (¬1) خلو العصر من المجتهد، وهذا إذا انضم إلى ما قبله من أنه لا سلف له فيما ادعاه، وعمل أهل عصره ومن بعدهم على خلاف ما قال، انتهض دليلًا للرد عليه"! !
(قلت): لا مدخل لمسألة خلو الحصر من المجتهد هنا، لأنه لا يلزم (¬2) من الخلو عن المجتهد المطلق، الخلو من الحافظ الناقد الذي له أهلية الحكم على الحديث؛ لأنّ الحافظ المذكور لشرط فيه المعرفة بفن (¬3) الحديث خاصة، والمجتهد يشترط فيه أمور آخر زائدة على ذلك، من العلم بالقرآن، واللغة، وأصول الفقه، والعربية، والبيان، والإجماع، والاختلاف إلى غير ذلك من شروطه التي لم تجتمع (¬4) هي ولا بعضها لغالب حفاظ الحديث من المتقدمين فضلًا عن المتأخرين واللَّه (تعالى) (¬5) أعلم (¬6)، ثم قال الحافظ: "وفي عبارة
¬__________
(¬1) سقطت من (ب).
(*) هكذا في النسخ، ولعل صوابها بلفظ: "بأنه مخالف في رأيه".
(¬2) وفي (ب): يلزم.
(¬3) وفي (ب): نفس.
(¬4) وفي (م): لا، وفي (ب): يجتمع.
(¬5) حذفت من (د).
(¬6) للمصنف رسالة يرد فيها على من زعم بأن باب الاجتهاد قد قفل، وأنه لا يوجد مجتهدون في العصور المتأخرة سماها: "الرد على من أخلد إلى الارض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض" طبعت بالجزائر سنة (1325 هـ)، انظر: دليل مخطوطات السيوطي (ص 113/ رقم 325).

الصفحة 858