كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (اسم الجزء: 2)
(وإن من اعتمد في روايته على ما في كتابه لا يعاب، بل هو وصف أكثر (¬1) رواة الصحيح من بعد الصحابة، وكبار التابعين لأن الرواة الذين للصحيح على قسمين:
(قسم) كانوا يعتمدون على حفظ حديثهم فكان الواحد منهم يتعاهد حديثة ويكرر عليه، فلا يزال متقنًا له (¬2)، وسهل ذلك عليهم قرب الإسناد، وقلة ما عند الواحد منهم [من] (¬3) المتون حتى كان من يحفظ منهم آلف حديث يشار إليه بالأصابع، ومن هنا دخل الوهم والغلط على بعضهم لما جبل عليه الإنسان من السهو والنسيان.
(وقسم) كانوا [يكتبون] (¬4) ما يسمعونه ويحافظون عليه، ولا يخرجونه من أيديهم، ويحدثون منه، وكان الوهم والغلط (¬5) في حديثهم أقل من أهل القسم الأول إلا من تساهل منهم فحدث (¬6) من غير كتابه أو أخرج كتابه من يده إلى غيره فزاد فيه ونقص (¬7) وخفي
¬__________
= ساقه السيوطي لا بلفظه.
(¬1) من (د)، وفي بقية النسخ: أكبر.
(¬2) وفي الأصل: مبينًا له.
(¬3) من (د).
(¬4) من (د)، وفي بقت النسخ: يكثرون.
(¬5) وفي (د) الغلط والوهم.
(¬6) وفي الأصل: كمن حدث.
(¬7) وفي (ب): فنقض.