كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 62)

لعمرك إنه بطل وإني * على وجل من الرجل الشامي واعلم أنه ممن يراعى * إياب الشمس في يوم الصيام واعلم أنه عاد محل * وإني ناصر البيت الحرام * وبلغني عن ابن الأعرابي النحوي قال قال المفضل يعني ابن سلمة بينا المهلب ابن أبي صفرة بخراسان جالس في مجلسه وعنده الأزد بجماعتهم في عمائمهم إذ أقبل نهار ابن توسعة التيمي فقال المهلب يا معشر الأزد هل تدرون من الذي يقول جزى الله فتيان العتيك وإن نأت * بي الدار عنهم خير ما كان جازيا هم خلطوني بالنفوس وأكرموا * الثواية به لما حم من كان آتيا متاعهم فوضى فضا في رحالهم * ولا يحسنون الشر إلا تباديا كأن دنانيرا على قسماتهم * إذ الموت في الأقوام كان التحاشيا * قالوا لا والله ما ندري من يقول هذا قال المهلب يقوله والله هذا المقبل فقام كل رجل منهم إلى غلامه وبرذونه (1) بسرجه ولجامه فدفعه إلى نهار فأحصى ما أخذ يومئذ مائة وصيف ومائة برذون أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها أن عبد العزيز بن أحمد إجازة أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر أنا محمد بن عبد الله الربعي أنا أبو محمد الفرغاني نا أبو جعفر الطبري قال (2) ذكر علي بن محمد قال وقال أبو الحسن الجشمي دعا قتيبة نهار بن توسعة حين صالح السغد (3) فقال يا نهار أين قولك (4) (5) ألا ذهب المعروف والعز والغنى * ومات الجود والندى بعد المهلب أقام بمرو الروذ رهن ضريحه * وقد غيبا (6) عن كل شرق ومغرب
_________
(1) بالاصل: ويرونه وفي م: ويزونه والمثبت عن " ز " وفي المختصر: وركوبه
(2) الخبر والابيات في تاريخ الطبري 7 / 479 في حوادث سنة 93
(3) السغد: ناحية فيها قرى كثيرة بين بخارى وسمرقند
(4) بالاصل وم: " فقال: حدثنا نهار بن توسعة قولك " والمثبت عن " ز " وتاريخ الطبري
(5) والبيتان من عدة أبيات في تاريخ الطبري 7 / 355 وفي الشعر والشعراء الاول 1 / 538 وأمالي القالي 2 / 199 البيتان
(6) بالاصل وم و " ز ": وفرغنا والمثبت " وقد غيبا " عن تاريخ الطبري

الصفحة 319