كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)

بعُسفان1 تسع جزائر، ونحر لهم سهيل بن عمرو بقُدَيد2 عشر جزائر، ومالوا من قديد إلى مياه من نحو البحر فظلوا فيها وأقاموا بها يوماً فنحر لهم شيبة بن ربيعة تسعاً ثم أصبحوا بالجحفة فنحر لهم يومئذ عتبة بن ربيعة عشراً، ثم أصبحوا بالأبواء فنحر لهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج أو قال العباس بن عبد المطلب عشراً، ونحر لهم الحارث بن عامر بن نوفل تسعاً، ونحر لهم أبو البختري على ماء بدر عشر جزائر، ونحر لهم مِقْيس الجمحي على ماء بدر تسعاً3، ثم شغلتهم الحرب فأكلوا من أذوادهم4.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشيروا عليّ في المنزل، فقام الحباب بن المنذر5، رجل من الأنصار ثم أحد بني سلمة، فقال: أنا يا رسول الله
__________
1 عُسفان: بضمّ العين وسكون السين وفاء وألف وآخره نون، هي بلدة على (80) كيلاًً من مكة شمالاً على الجادة إلى المدينة. انظر: معجم المعالم الجغرافية 208.
2 قُديد: بضمّ القاف وفتح الدال المهملة ومثناة تحت ودال أخرى، وهو وادٍ فحل من أودية الحجاز يقطعه الطريق من مكة إلى المدينة على نحو من (120) كيلاً. معجم المعالم الجغرافية، 249.
3 وقد أخرج الواقدي في المغازي (1/60) أن إيماء بن رحضة قد بعث إلى قريش ابناً له بعشر جزائر حين مروا به، أهداها لهم فشكروه على ذلك.
4 وردت هنا بالذال، ولكن يظهر أن معناها: أزودة بالزاي. والأزودة جمع زاد على غير القياس، النهاية 2/ 317
5 هو الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري الخزرجي ثم السلمي، قال ابن سعد: شهد بدراً، وقال: مات في خلافة عمر وقد زاد على الخمسين، الإصابة 1/302.

الصفحة 215