كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)

عالم بها وبقُلُبها، إن رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة فتنزل عليها وتسبق القوم إليها وتغوّر ما سواها1، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيروا فإن الله تعالى قد وعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم"، فوقع في قلوب الناس كثير الخوف، وكان فيهم شيء من تخاذل من تخويف الشيطان، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مسابقين إلى الماء، وسار المشركون سراعاً يريدون الماء فأنزل الله عليهم في تلك الليلة مطراً واحداً، فكان على المشركين بلاءً شديداً منعهم أن يسيروا، وكان على المسلمين ديمة2 خفيفة لَبَّد لهم المسير والمنزل، وكانت بطحاء دَهِسَة، فسبق
__________
1 قصة مشورة الحباب أخرجها الحاكم في المستدرك 3/ 426- 427، قال عنها الألباني في تعليقه على كتاب (فقه السيرة للغزالي ص:240) : "وفي سنده من لم أعرفه، وقال عنها الذهبي في تلخيصه على المستدرك: "قلت: حديث منكر" ورواها ابن إسحاق بإسناد منقطع، (ابن هشام 1/ 620) ، وبإسناد مرسل إلى عروة كما في دلائل البيهقي 3/35، والطبري في تاريخه، 2/ 440 من طريق سلمة بن الأبرش عن ابن إسحاق، وذكرها ابن كثير عن الأموي، انظر: السيرة النبوية لابن كثير، 2/ 402، بإسناد منقطع، وفيها الكلبي وهو متروك، وابن شاهين كما في الإصابة 1/ 302 بإسناد ضعيف، وقد تتقوى إلى درجة الحسن لغيره كما قال باوزير في: مرويات غزوة بدر ص 164.
2 الديمة: المطر الدائم في سكون. النهاية 2/ 148.

الصفحة 216